أحوالنا

زينب إسماعيل تكتب: عذرا يا رسول الله «فسد العسل بالطين»

 زينب إسماعيل
 زينب إسماعيل

حق علينا هذه الأيام أن نَذكُرَ شيئا من كثير في شمائله الكريمة وصفاته الحميدة  ليعلم العالَم أن في شخص رسولنا  الكريم صلى الله عليه وسلم أطهر وأعظم نفس وأكرم قلب خلق علي وجه الأرض.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "أنا أديب الله، أمرني بالسخاء والبر ونهاني عن البخل والجفاء، وما شيء أبغض إلى الله عز وجل من البخل وسوء الخُلق... وأنه ليُفسد العمل كما يُفسد الطين العسل"، وكانت أخلاقه الكريمة مجسدة في أعماله ومواقفه وعلاقاته؛ وكل خطوة يخطوها تُعبر عن عظم خلقه الرفيع، مما يجعله الشاهد على من عاصره ومن يأتي بعده الي يوم القيامة،ولم لا ! ألم يقل عنه ربنا في محكم آياته: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً* وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً))، وإليكم بعض الشيء عن أخلاق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  في بيان جملة من محاسن أخلاقه التي جمعها بعض العلماء ما ذكر في كتاب " إحياء علوم الدين" أنه كان أحلم الناس ، وأشجع وأعدل وأعف  و أسخى الناس ، لا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت عامه فقط من أيسر ما يجد من التمر والشعير، ويضع سائر ذلك في سبيل الله ، لا يُسأَلُ شيئا إلا أعطاه ، وكان يخصف النعل، ويرقع الثوب ، ويخدم في مهنة أهله،  كان أشد الناس حياء، لا يثبت بصره في وجه أحد، ويجيب دعوة العبد والحر، ويقبل الهدية ولو كانت جرعة لبن ويكافئ عليها، ولا يأكل الصدقة، ولا يستكبر عن إجابة الأمة والمسكين، يغضب لربه ولا يغضب لنفسه،  يركب ما أمكنه، مرة فرسا ، ومرة بعيرا ، ومرة بغلة ، ومرة حمارا ، يعود المرضى ، يحب الطيب ، يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم ، لا يجفو على أحد ، يقبل معذرة من اعتذر إليه ، يمزح ولا يقول إلا حقا ، يضحك من غير قهقهة ، يرى اللعب المباح فلا ينكره ، يسابق أهله ، وترفع الأصوات عليه فيصبر.

أين نحن في أيامنا هذه التي فسدت فيها الأخلاق وفسد العسل بالطين ولن ينجينا إلا رحمة من الله آجلا أو عاجلا . أين نحن من أدبك يا "حبيبي يا رسول الله" الذي روت عنه عائشة رضي الله عنها قالت : ( كَانَ خُلُقُهُ القُرآنُ ، يَرضَى لِرِضَاه ، وَيَسخَطُ لِسَخَطِهِ)  كان قرآنا يمشي علي الأرض .

[email protected]